السبت، 21 مايو 2016

لا غيبة لمبتدع (الفتى السني)

حفظ الدين أولى من حفظ أعراض الدجاجاجلة والمخرفين، ومن أظهر المنكر جازت غيبته ، بدعة أو منكر ، ومن لم يظهر لا يغتاب ، لكن من أظهر المنكر جاز أن يغتاب بما أظهر، والنبي – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – مرّ عليه بجنازتين، فقال الحاضرين في إحداهما أثنوا عليها خيرا قال النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – وجبت ، وقالوا الحاضرون في الثانية أثنوا عليها شراً قال – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – فوجبت.
قيل يا رسول الله ما وجبت ، قال – صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم – أنتم شهداء في الأرض ، هذه أثنيتم عليها خيرا فوجبت لها الجنة، وهذه أثنيتم عليها شراً فوجبت لها النار، ما أنكر عليهم تكلمهم بالشر، لأنه مظهر للشر”
قال ابن المنذر في قوله صلى الله عليه وسلم: ذكرك أخاك بما يكره.
فيه دليل على أن من ليس أخاك من اليهود والنصارى أو سائر أهل الملل أو من أخرجته بدعة ابتدعها إلى غير دين الإسلام لا غيبة له.
قال النووي في رياض الصالحين: اعلم أن الغيبة تباح لغرض صحيح شرعي لا يمكن الوصول إليه إلا بها، وهو ستة أسباب ... منها: إذا رأى متفقها يتردد إلى مبتدع، أو فاسق يأخذ عنه العلم، وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته ببيان حاله، بشرط أن يقصد النصيحة، وهذا مما يغلط فيه، وقد يحمل المتكلم بذلك الحسد، ويلبس الشيطان عليه ذلك، ويخيل إليه أنه نصيحة، فليتفطن لذلك.
ححق العقوبة باتفاق المسلمين... ولو قدر أنه لا يستحق العقوبة أو لا يمكن عقوبته، فلابد من بيان بدعته والتحذير منها، فإن هذا من جملة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي أمر الله به ورسوله، والبدعة التي يعد بها الرجل من أهل الأهواء ما اشتهر عند أهل العلم بالسنة مخالفتها للكتاب والسنة
وقال القرافي في الفروق في الفرق بين قاعدة الغيبة المحرمة وقاعدة الغيبة التي لا تحرم: قال بعض العلماء: استثني من الغيبة ست صور... الرابعة: أرباب البدع والتصانيف المضلة ينبغي أن يشهر الناس فسادها وعيبها وأنهم على غير الصواب، ليحذرها الناس الضعفاء فلا يقعوا فيها، وينفر عن تلك المفاسد ما أمكن، بشرط أن لا يتعدى فيها الصدق ولا يفتري على أهلها من الفسوق والفواحش ما لم يفعلوه، بل يقتصر على ما فيهم من المنفرات خاصة... وهذا القسم داخل في النصيحة...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق