الأحد، 1 مايو 2016

علم الظاهر والباطن، خرافات صوفية"1" (الفتى السني)

حين أكتب عن أحد الدجاجلة، وأظهر كذبه ونفاقه وكفره وزندقته،
فأظهره هو بنفسه يدعي علم الغيب، ويحرم ويجيز، يكتفي الصوفية بقولهم إن هذا علم باطن، فكما أن الخضر عليه السلام قتل غلاما، وقال له موسى ( أقتلت نفسا زاكية بغير نفس لقد جئت شيئا نكرا ) فكان في الظاهر جريمة قتل، وفي الباطن مصلحة،
فأقول لهؤلاء الجهلة إن الخضر نبي يوحى إليه، ودليل ذلك قوله ( وما فعلته عن أمري ) فليس دليلا لشيوخكم الدجالين الماكرين الذين يستحوذون على عقولكم باستدلالات لا صلة لها بالموضوع
وهذا ما يخولهم لادعاء الغيب متى شاءوا وكيف شاءوا
فلقد عمد الصوفية ومنذ نشأتهم وإلى يومنا هذا،عمدوا إلى هذا الأصل الأصيل من أصول الدين ( الذي هو الغيب ) فهدموا بل اقتلعوا جذوره من قلوب من يسير في طريقهم وينتهج منهجهم هذا الأصل فهدموه جعله الله أول صفة في كتابه للمتقين حيث يقول تبارك وتعالى في سورة البقرة الثانية في القرآن بعد الفاتحة: الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ[البقرة:1-3]الآية.
جعل الله صفة الإيمان بالغيب أول صفة للمتقين المهتدين بالقرآن والسنة، وذلك حتى يوحد المؤمنون طريق التلقي فلا يتلقون غيباً إلا من الله، ومن أقامه للأخبار بالغيب عنه وهم رسله، وأنبياؤه فقط، جاء المتصوفة فكان أول هدم لهم في الإسلام أن يهدموا هذا الأصل فأقاموا شيئا سموه (الكشف الصوفي) وهو يعني عندهم رفع الحجب أمام قلب الصوفي وبصره ليعلم ما في السماوات جميعاً، وما في الأرض جميعاً، فلا تسقط ورقة إلا بنظره ولا تقع قطرة ماء من السماء إلا بعلمه ولا يولد مولود، أو يعقد معقود، أو يتحرك ساكن أو يسكن متحرك إلا بعلم الصوفي.. هكذا والله؛ وسيرى القارئ في هذا الفصل النقول، من كتب القوم كلها تنص على أن الصوفي لا يقف أمامه حجاب، ولا يوصد أمامه باب، ولا يعجزه علم شيء في الأرض ولا في السماء. فهو يعلم ما يكتب في اللوح المحفوظ ساعة بساعة، بل هو يعلم بأي لغة وأي قلم كتب اللوح المحفوظ، وماذا في أمّ الكتاب، وماذا كان منذ الأزل، وماذا سيكون إلى الأبد، لا أقول قد ساوى الصوفية أنفسهم بالأنبياء بالغيب أو ساووا أنفسهم بالخضر الذي يزعمون النقل عنه، لا والله بل جعلوا كل زنديق منهم ممن لا وزن له في خلق ولا علم جعلوا هؤلاء هم الله علماً بكل شيء، وإحاطة بما في السماوات والأرض..
وسيرى القارئ في التدوينة القابلة ـ بإذن الله ـ أن أي زندقة وأي كفر في الأرض لم يجرؤ كاتبوه ومؤيدوه أن يكتبوا مثل هذا ولكن الصوفية سبقوا كل الكفار في كل الملل والنحل والأقوام، وكتبوا بأقلامهم ما لم يجرؤ أحد بتاتاً أن يكتبه أو يسطره فيما علمناه من الكفرة والزنادقة والملاحدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق