الأربعاء، 18 مايو 2016

ردات الفعل غير المتزنة (الفتى السني)

عُرف عن أتباع " الطرق الصوفية" غلوهم الشديد في شيوخهم، وتقديسهم لهم حتى أنهم في بعض الأحيان يعبدونهم مع الله أو من دون الله - والنتيجة واحدة-
وقد كتب مشايخ التصوف ما يسمونه: " آداب المريد" وهي آداب أوجبوها على مريديهم وتلامذتهم وجعلوها شرطا لسلوك الطريق المستقيم- زعموا-، وأول هذه الشروط التي لا يصلح عمل المريد دونها، ولا (يُفتح عليه) ما لم تتوفر فيه= ألا يخالف شيخه مطلقاً في كل ما يأمره به حتى وإن خالف الشرع، وشعارهم في ذلك: "كن بين يدي شيخك كالميت بين يدي مغسله"!؛ فلا اعتراض مطلقا مهما كانت الأساب والدواعي.
وكردة فعل على فعل المتصوفة الخطير هذا والمخالف للشرع من جميع الوجوه= ظهر فريق آخر هرب من "تقديس" العلماء الربانيين فوقع في: " تدنيسهم" وهتك حرمتهم؛ فصار التطاول على العلماء والدعاة أمرا مباحا إن لم يكن مطلوبا، شعارهم في ذلك: " هم رجال ونحن رجال"! وهجروا " آداب المريد" المخالفة للشرع، وتركوا معها " آداب طالب العلم" الموافقة للشرع.
والحق وسط بين الغلاة والجفاة؛ فنحن لم نُؤمر بتقديس العلماء ورفعهم فوق منزلتهم وادعاء عصمتهم بل نهينا عن ذلك، كما أننا لم نُؤمر ببخس حقهم والحط من قدرهم والتهجم عليهم إذا وقعوا في بعض الأخطاء بل نهينا عن ذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق