الخميس، 10 مارس 2016

رؤية الرسول في المنام، الضوابط والشروط {1}( الفتى السني )

في كل لحظة يبرز لنا دجال ، أو مشعوذ، آتيا بحكم جديد ودين جديد، زاعما لنا أنه رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام وأخبره بذلك،
جاهلا القاعدة الأصولية : أن رؤية المصطفي صلى الله عليه وسلم في المنام
ليست من المسائل التشريعية التي يترتب عليها زيادة في الدين،
والحقيقة أن أول من اقتحم الباب وجعل منها دينا يعتمد عليه هم التيجانييون ، وشيخهم أحمد التيجاني
حيث زعم أنه قد جاءه الفتح ، وأنه لقي النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناما ، وأنه أذن له في تربية الخلق على العموم والإطلاق ، وأخذ عنه الطريقة الصوفية مشافهة ، وأمره أن يترك كل طريق أخذه عن مشايخ الصوفية اكتفاء بما أخذ عنه صلى الله عليه وسلم مشافهة ، وعين له النبي صلى الله عليه وسلم الورد الذي يلقنه مريديه وهو : الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وذلك سنة 1196 من الهجرة ، وكمل له الورد بسورة الإخلاص على رأس المائة ؛
فنقول ـ والله المستعان ـ :
لقد قرر جمهور أهل السنة والجماعة ثبوت امكانيه رؤية الرسول صلى الله عليه وسلم في المنام بادله صحيحة منها ما رواه أبي هريرة (رضي الله عنه) أن رسول (صلى الله عليه وسلم) قال: \"من رآني في المنام فقد رآني فإن الشيطان لا يتمثل بي \" رواه الشيخان.
"
ولها شروط:
وللرؤية شروط وضوابط أشار لها العلماء هي:
الرؤية لا تستلزم عصمه الرائي: فقد قررالعلماء أن رؤية الرسول ( صلى الله عليه وسلم) في المنام في كل الأحوال هي رؤيا صالحه وبشارة من الله تعالى يقول القرطبي ( رؤيا النبي صلى الله عليه وسلم في كل حال ليست باطلة ولا أضغاثاً، بل هي حق في نفسها، ولو رؤي على غير صورته صلى الله عليه وسلم، فَتصَوُّر تلك الصورة ليس من الشيطان، بل هي من قِبَل الله تعالى.( ولكنها لا تستلزم عصمه الرائي لان مضمونها قد يكون بشارة بحُسن الخاتمة والوفاة على الإيمان أو موعظة لصاحبها وتذكِرة له للابتعاد عن المعاصي .كما أن الصحابة(رض) رؤوا الرسول (ص)يقظة ومناما دون أن يكونوا معصومين.
مطابقتها لأوصاف الرسول:ولقد اتفق العلماء أنه من رأى الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المنام على الصورة المذكورة في السُنَّة الصحيحة فقد رآه قطعاً. وأما من رآه على غير هذه الصورة فقد وقع الخلاف،فقال فريق من المحدثين والعلماء إنه من رآه عليه الصلاة والسلام على غير هذه الصورة أو الأوصاف فلا يُعتبر أنه رآه، واستدلوا على ذلك بأن بعض التابعين كان إذا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام أخبر الصحابة فيقولون له صفه لنا فإذا كان رآه على وصفه بشَّروه بأنه رآه إلا. وقال فريق آخر إنه يكون قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم في الجملة وإن كان المرئي ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم بعينه (أي ذاته) ولكن تُؤوَّل هذه الرؤية بحسب اختلاف حال الرائي لأنه صلى الله عليه و سلم كالمرآة الصقيلة ينطبع فيها ما يقابلها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق