الثلاثاء، 1 مارس 2016

كيف تجادل صوفيا " الأخيرة " ( الفتى السني )

رابعًا : الرد على الشبهات التي يستدل بها: واعلم أن الله سبحانه ـ من حكمته ـ لم يبعث نبيًا بهذا التوحيد إلا جعل له أعداءً كما قال تعالى :﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نِبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ وللصوفية كتب وشبهات كثيرة.
فالواجب علينا أن نتعلم من دين الله ما يصير لنا سلاحًا نقابلهم به فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان ، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان ، وإنما الخوف على من يسلك الطريق إلى الله وليس معه سلاح.
وقد مَنَّ الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله: ﴿ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ ﴾ .فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها ، كما قال تعالى: ﴿ وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلا جِئْنَاكَ بِالْـحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا﴾
* أحيانًا يستدل الصوفي بشبهات عقلية ، وعندئذ يجب أن يعلم أن العقل ليس مصدرًا من مصادر التشريع ، وأنه يجب رد النزاع إلى الكتاب والسنة الصحيحة ؛قال تعالى:﴿فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾
خامسًا: عليك بالرفق والمجادلة بالتي هي أحسن ؛ لعل الله أن يهديه على يديك: قال الله عزوجل :﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْـحَسَنَةِ وَجَادِلْـهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمـُهْتَدِينَ ﴾
قال الحافظ ابن كثير :« يقول تعالى آمرًا رسوله محمدًا صلی الله علیه وسلم أن يدعو الخلق إلى الله ﴿بِالْحِكْمَةِ ﴾ قال ابن جرير: وهو ما أنزله عليه من الكتاب والسنة ﴿ وَالْمـَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ﴾ أي: بما فيه من الزواجر والوقائع بالناس ، ذكِّرهم بها، ليحذروا بأس الله تعالى.
وقوله: ﴿ وَجَادِلْـهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ أي: من احتاج منهم إلى مناظرة وجدال ، فليكن بالوجه الحسن برفق ولين وحسن خطاب، كما قال: ﴿ وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ فأمره تعالى بلين الجانب، كما أمر موسى وهارون إ، حين بعثهما إلى فرعون فقال: ﴿ فَقُولا لَهُ قَوْلا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾
وقوله: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ﴾ أي: قدم عَلِمَ الشقيَّ منهم والسعيدَ، وكتب ذلك عنده وفرغ منه ، فادْعُهم إلى الله ، ولا تذهب نفسك على من ضل منهم حسرات ، فإنه ليس عليك هداهم إنما أنت نذير، عليك البلاغ، وعلينا الحساب، ﴿ إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ ﴾ ، و ﴿ لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ ﴾

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق